تحرير ومتابعة حسن بوسرحان
لم تكن هذه الشابة التي تنتظر فارس احلامها، تعتقد بأنها ستتحول في أحد الأيام إلى فنانة تشكيلية، لأن رغم وضعها الصحي والاجتماعي لم يكن بالنسبة إليها عائقا أمام تطوير قدراتها، وبعض ان اختارت مكاناً استراتيجياً في ساحة القامرة بمدينة أصيلة المتوقعة على الشريط البحري للمحيط الأطلسي، وبدأت تخط بأصابع رجلها اليمنى على أوراق بيضاء في خربشات التي أصبحت مع الوقت لوحات تعبيرية وتعبر غالبيتها عن مدينة أصيلة واماكنها السياحية. وتحرص على مضاعفة جهودها بتنظيم ورشات للرسم في الهواء الطلق، حيث أتيحت لها فرصة مهمة لعرض وبيع لوحاتها لزائري أصيلة المحليين أو للسياح مغاربة وأجانب، وبدأت بالادخار و تعيل به أسرتها أنفسها في الشتاء، وككل من في حالاتها فان جسمها يبرد ولا تقدر على الحركة وخاصة في فصل الخريف .

وفي كلمة خاصة تطلب ان تلتفت إليها جمعيات المجتمع المدني عامة و المتخصصة بذوي الاحتياجات الخاصة لتجد مكاناً في تأطير وتعليم الأطفال والناشئة لإبراز طاقاتهم حول الفن التشكيلي ويأخذونها كمثال يحتذى به .


ولكريمة قدرات خارقة وتستغل رجليها لان اليدين المشلولتين لقضاء حاجياتها، حيث دأبت كريمة في استعمال رجلها اليمنى بديلة للأكل والشرب والرسم رافضة ، أن يساعدها أحد في كل الأعمال اليومية الملحة . كما تجيد القراءة والكتابة بالرجل وهي حريصة على كتابة و تدوين أسماء و أرقام زوارها في هاتفها المحمول والتواصل معهم وهي الآن تطلب من كل زوارها ومحبيها العمل على اقتناء لوحاتها وستعمل على تنظيم معرض خاص بها مستقبلا

تعليقات الزوار ( 0 )