بقلم واعداد نجيم عبد الاله السباعي
ما دفع وحفز منظمة الكرامة والسلام وحقوق الإنسان والدفاع عن الثوابت الوطنية للقيام بهذه الرحلة إلى دوار يعتبر خارج التغطية اسمه أستيف بجماعة للاعزيزة دائرة سكساوة اقليم عمالة شيشاوة ،هو زيارة والإطلاع على احوال مغاربة متلنا حاملين الجنسية لهم حقوق وعليهم واجبات ،لكنهم منسيين مهمشين لم ينالوا الكثير من حقوقهم …أنهم سكان الجبل سواء كانو بسكساوة او تيزنيت،أو خنيفرة أو املشيل،أو تارودانت .. الجبل الدي تاتي منه الكثيلا من الخيرات للوطن من معادن ثمينة وثمار زيتية واعشاب طبية وسدود مائية وطاقة شمسية ، لكن الفئة من هؤلاء السكان بالجبل في الحقيقة والواقع ما زالوا لحد الان لم ينالوا كافة حقوقهم ، اقولها وانا واثق من نفسي ،اقولها بكل شجاعة ..لأنه لا يعقل مطلقا أن 8500 نسمة من ساكنة جماعة للاعزيزة دائرة سكساوة تتكون من 32 دوار جبلي و ليس لهم ولو طبيب واحد،ونجد ان المغرب في الرتبة 78 عالميا بطبيب لكل 2000 مواطن، وكوبا الاولى ب طبيب لكل 170 فرد …لكن سكان الجبل مع الأسف لا يدخلون في هدا التصنيف. لا الوطني ولا العالمي ، فادا كان بالمغرب طبيب لكل 2000 مواطن فان جماعة للاعزيزة تحتاج لاربع اطباء …لكن الواقع المر الذي لا يخضع لمنطق الاحصائيات انه ليس لهم ولا طبيب واحد ويتوفرون فقط على سيارة اسعاف واحدة محركها لا يقف ولا تستنطيع تلبية كل طلبات الساكنة ، .
وعودة الى الرحلة التي شارك فيها حوالى عشرة أعضاء من منظمة الكرامة بالبيضاء وعشرة اخرين من فرع المنظمة وجمعية ارض بلادي بعمالة شيشاوة. .
فقد وجدت المنظمة قبل رحلتها بأسبوع من عمالة شيشاوة ممتلة في السيد الكاتب العام المحترم ورئيس قسم الشؤون العامة ،والسيد قائد للاعزيزة الذي خص الوفد باستقبال وتوجيهات وطنية بعيدة عن خطابات المخزن قريبة إلى خطاب رجل السلطة الجديد الدي ينهج خطط صاحب الجلالة في الاكرام والاهتمام بالمواطن…. .
كما أن الاستاد المحترم اولحيان الحسين رئيس الجماعة وبرلماني المنطقة ،وجدت فيه خلال اول لقاء القلب المفتوح ،واليد الممدودة،المساعدة غير المشروطة من أجل تحقيق هدف رحلتنا الإنسانية والاجتماعية…وكان مرافقا لنا من البداية للنهاية. .
بعد وصولنا قبل ظهر الجمعة إلى ايمنتانوت استقبالنا السيد القائد وكان خطابه لنا أن الدولة تبحت عن شركاء من المجتمع المدني قصد مسايرة النهج الجديد للتنمية البشرية ،وهدا التوجيه زادنا إصرارا وطموحا من أجل إنجاح رحلتنا ..كانت الطريق من ايمنتانوت إلى جماعة للاعزيزة كلها منعرجات خطيرة تسير تدريجيا الى ارتفاعات عن سطح البحر تصل إلى 2000متر أو اكتر،واستغرقت الرحلة حتى جماعة للاعزيزة اكتر من ساعة ونصف ..بالجماعة وجدنا تلاتة سيارات رباعية الدفع في انتظرنا. رفقة السيد رئيس الجماعة وبرلماني الدائرة اولحيان الحسين .
تركنا سيارتنا بالجماعة واستقلينا سيارات ” الرونج روفر” القادرة على اختراق صفحات جبال سكساوة الوعرة.وطبيعتها القاسية . .
فعلا ما أن غادرنا جماعة للاعزيزة ببضع كلمترات حتى بدأنا في مواجهة الطريق الغير معبدة ،انها طريق ترابية وسط الجبال تنتشر فيها الأحجار الصخرية الناتئة،بل وتتساقط بين الفينة والأخرى الصخور مشكلة خطرا حقيقيا على حركة السير، كما صادفتنا الشلالات المائية المنحدرة من قمم الجبال بغزارة جراء القصف الرعدي الممطر الذي صادفنا أتناء رحلة الذهاب ،بعدما قطعنا حوالي 20 كلمتر زهاء ساعة بسرعة لا تستطيع تجاوز أربعين كلمتر ، دخلنا الطريق المؤدي إلى دوار استيف أنه طريق وحيد طوله حوالي عشرة كلمترات لكنه يمر كليا فوق الوادي ،حيث لا سبيل غيره ، وحينما يحمل الوادى تنقطع سبل المواصلات بين الساكنة ومحيطها و تمتد احيانا لعشرات الايام ،خاصة في فصل الشتاء،وأيام انهمار الثلوج … ..
وأخيرا وصلنا الى الدوار الجبلي دوار زاوية استيف ..حيث صراحة حينما شاهدت حرارة الاستقبال من طرف الساكنة التي خرجت برجالها ونساءها شيوخها وأطفالها مصطفين بانتظام يمينا ويسارا ، يتقدمهم اكتر من ستون طفلا يقرؤون القران “سورة أهل الكهف ،”إجهشت بالبكاء ولم استطع ان أتمالك نفسي ” ولست أدري سبب اختيار سورة أهل الكهف ،ربما يشبهون أنفسهم بأهل الكهف الدين فرو بدينهم من جور الحاكم ،فقال في حقهم الله
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10
دخلنا الخيمة التي هيأها لنا السكان في سفح بيوت الدوار التي بنيت على الهضاب الجبلية على ارتفاع مائة متر أو اكتر
حرارة الاستقبال انستنا تعب الطريق وخطورتها التي توقف الأنفاس..فكان الشاي اللذيد بمياه عيون الجبل واللوز والجوز من منتوج ارض سكساوة ودوار زاوية استيف الطيب ، بعد الاستراحة وتناول الغداء المتكون من لحم الماعز الجبلي الذي يرعى الأعشاب الصحية ،كان تطبيق برنامج الرحلة خلال ندوة وطنية فكرية حول اسس،خطاب صاحب الجلالة بمناسبة عيد العرش المجيد وذكرى 20 غشت الخالدة ،وخاصة ما يتعلق بأسس التنمية الجديدة ،التي ستنهجها الدولة بتوجيهات واقتراحات ملكية سامية…
انتهى الجزء الأول
في الجزء الثاني سنتطرق لما جاء في الندوة من عروض،للسيد رئيس جماعة للاعزيزة اولحيان لحسن ،والحاج نجيم رئيس منظمة الكرامة ومدير الرحلة والسيد عبد الحق الفكاك المؤطر الإعلامي للرحلة
بعض من صور الرحلة

استقبال حافل من طرف ساكنة الدوار

الاستعداد للتوجه الى دوار زاوية استيف من جماعة للاعزيزة

بداية الطريق الجبلية الصعبة

الدخول للطريق الترابية الجبلية

بداية الندوة الوطنية حول خطاب العرش ومراميه الاجتماعية

تعليقات الزوار ( 0 )