الرئيسية ثقافة و فن برنامج مشواري يستضيف المخرج والكاتب المسرحي الزيتوني بوسرحان

برنامج مشواري يستضيف المخرج والكاتب المسرحي الزيتوني بوسرحان

28 أبريل 2020 - 0:08
مشاركة

اعداد وحوار حسن بوسرحان

بداية نرحب بك في الحلقة السادسة من برنامج مشواري على الموقع الاليكتروني اخبار المساء العربية والدولية، و نشكرك على قبولك الدعوة لاجراء هذا الحوار….
نرجو تعريف القارئ بشخصكم الكريم؟
ج.. : بوسرحان الزيتوني مخرج ومؤلف مسرحي من مواليد الدار البيضاء سنة 1958 ، عمل في سلك التعليم في تدريس اللغة العربية / وفي الإدارة التربوية كرئيس الأنشطة الاجتماعية والثقافية والفنية.
س… رحلتك مع الكتابة و القراءة؟

ج : رحلتي مع القراءة والكتابة هي ذات رحلتي الوجودية في الحياة، بدأتها مبكرا ورافقت تفاصيل حياتي صعودا وهبوطا، واعتبرت الكتابة تعبير عن وجودي ذاته وعن موقفي من الحياة، وصلتي به تاريخا وجغرافيا وانسانا.. وبمختلف الأشكال التي استطعتها شعرا وأدبا ومسرحا وكلمات أغاني ونقدا …
س…:أهم أعمالك ؟
ج : لست أدري ذلك متروك للنقاد .. لكني يمكن أن أشير إلى مسرحية ليلة بيضاء المنشورة حديثا عن المركز الدولي لدراسات الفرجة، ومسرحيات جمرة وحبال من رمال وأخيرا مسرحية هو آش جا يدير … بالإضافة لدراسات ومقالات …
س : هل المثقف العربي عنصر فعال و مؤثر أم مؤدلج و متعال و ألعوبة في يد من يملك المال ؟

ج.. : يتصور البعض أن المثقف كائن متعال عن شروط الحياة ومنطقها الخاص. وكأنه لا ينضبط لمنطق التكوين الاجتماعي وشروط العيش فيه… المثقف بهذا هو كائن اجتماعي تتوزع انتماءاته لمختلف التشكيلات الاجتماعية وينشد إلى افكارها وايديولوجياتها.. من حهة ثانية لا بد أن تصور شكل المثقف يتأثر بمفهوم
الجواب .
س : ما هي أهم الأعمال التي قد ساهمت في تكوين رؤيتك الفكرية و الأدبية ؟
ج.. : في مجمل مساري عشت أحداثا وشاهدت وقرأت أعمالا أثرت في تكوين هذا الذي أنا عليه الان بكل التغيرات التي طرأت علي مسلكي ومواقفي وانتاجاتي … فباعتباري ابن بيئة فقيرة لأب عامل كان الفكر الماركسي مؤثرا في على خياري الأيديولوجي ووجه كل الخيارات الفكرية والشعرية والمسرحية … لقد انحزت دائما إلى الانسان الفقير والى الطبقة العاملة، وتنامى عندي ميل ضد كل ما هو مدمر للإنسان وساحق لأحلامه وطموحاته…

س : هل تكونت لديك رؤية واضحة لمشروعك الفكرى و الأدبى ؟
ج.. : في المسرح كان ولا زال لدي مشروعي الفني الواضح والذي تكرس من خلال المسرحيات التي انتجتها، رغم اختلاف مراحل تطورها، فقد كان المسرح بالنسبة لي مساحة لحكي يشبه الحياة التي أحياها بانسان ألفته وقضايا تشغل باله وبأسلوب قريب من المتلقي لكن يحافظ على خيوط للسمو به … لهذا كان مسرحي دائما تراجيكوميدي مشبع بالسخرية وواضح في مناهضة العنف وكل اشكال الاضطهاد.
س : هل أنت مع أم ضد الكتابة بالدراجة؟ هل يجوز كتابة السرد بالعامية ؟
ج.. : لا يمكن أن أكون ضد الكتابة بأية لغة ما دام الكاتب بها يمتلك أسسا وقناعات ويعي متلقيها … من هنا لا يوجد ما يمنع الكتابة بالدارجة، وأنا شخصيا تخليت في المسرح على عرض مسرحياتي باللغة العربية لاقتناعي أن اللغة الدارجة هي لغة تداول وتمتلك طاقة تعبيرية هائلة …
س… هل كتابة الحوار بالعامية تفسد الذوق العام؟
ج.. : للننتبه أن اللغة الدارجة هي لغة الحياة اليومية للإنسان المغربي، انها لغة الحياة نفسها. هذا من جهة، من جهة ثانية لنتساءل ما المقصود بالذوق العام، وهل يوجد فعلا ذوق عام يمكن للغة أن تفسده … عادة ما تتم مواجهة الفكر المتحرر والكتابات التي لا تختبيء وراء أستر الغموض والتي تسمي الأشياء باسمائها بانها كتابة تفسد الذوق العام بأية لغة كانت ..
س : هل أنت مع أم ضد المعالجة الأدبية و الفكرية للتابوهات ؟
ج.. : لا يمكن لأي مجتمع أن يتطور إلا إذا وضع تابوهاته قيد المواجهة ، وكانت موضوعا للتداول والنقاش في الفكر كما في الأدب . ان العديد من تخلفنا ينتج عن استمرار هيمنة التابوهات على حياتنا وفي علاقاتنا وتفسدها بالحجر على حرية الفكر والابداع.
9
س : ما هى أهم المعوقات التى يصطدم بها الكتاب الشباب ؟
ج.. : أعتقد أن مع وجود منصات رقمية
س..هل ما هو رائج الأن من قصة و شعر ورواية يعبر عن الإنسان المغربي والعربى و أزماته و صراعه مع ضغوط الحياة ومع ذاتة ؟
ج.. : من غير الممكن أن يتعالى الإنتاج الأدبي والفني عن الحياة، فهو جزء أصيل منها، ويعبر بالضرورة عنها وعن مظاهر العيش ومشاكله وما ينتج عن العلاقات في المجتمع أفقيا وعموديا ، يبقى أنه يجب أن نميز اتجاهات هذه التعابير ووجهات النظر التي تعبر عنها والجهات التي تدافع عنها، غذ من الثابت أن الإنتاجات الفكرية هي موقف من العالم وما يجري فيه والمجتمع وما يحكمه، فقد يوجد هناك انتاج ابداعي قد يكرس أوضاعا فاسدة ومجحفة وغير إنسانية ويكرس فكرا خرافيا وشعوذيا، هناك أيضا الثوري والاصلاحي والإنساني الذي ينتصر للحق والعدالة والديموقراطية.
س : أيهما أكثر قدره على التعبير و التواصل مع القارئ الرواية أم القصة القصيرة ام الشعر؟
ج.. : لا أستطيع الحسم، فالاقبال على أجناس التواصل هي مسألة ميولات قرائية، ولكني أميل أن الأكثر تأثيرا هو الأقدر عن مخاطبة متلقيه .
ما هو تعريفك للمثقف ؟
ج..: تأسيسا على بعض مفاصل الأجوبة السابقة أخلص للقول المثقف كائن اجتماعي يتميز بإدراكه لما يجري بمجتمعه والقضايا التي تشغله والاشكالات التي تؤرقه، ويعمل على فكها وينحتز الى القوى القادرة على الدفع بالا
س.. كيف يمكن بناء جسر بين النخبة المثقفة و البسطاء من الناس ؟
ج.. : اذا وجد جسر بين المثقف والناس فلا فائدة ترجى من ثقافته، لأن الصلة في المثقف هو أن تواصل الناس وتعمل معهم وتؤثر فيهم .
هل الكتابة هدف أم وسيلة ؟

ج.. : لا أفهم عادة مثل هذه التفريقات بين الوسيلة والهدف، فكل وسيلة لها هدف وكل هدف، في جدلية لا تنتهي .
و هل الموهبة وحدها تكفى ليكون الكاتب قادر على صياغة نص جيد ؟
ج.. : هذا متوقف على أن معنى النص الجيد، فما هو جيد بالنسبة لي قد لا يكون جيد بالنسبة لك.. لكن اذا كان المقصود بالسؤال هو النص التي يحترم شروط الكتابة. الموهبة تحدد خياراتنا في مجال ما ، ولا بد من صقل هذه الموهبة بالدراسة والتدريب المستمر للقدرات التعبيرية واللغوية …
س…اين تضع نفسك بين الكتابة والعمل الجمعوي بالمغرب ؟
ج.. : أنا دائما جمعوي بالأصل ، ربما تقدمي بالسن قلل من انخراطي في العمل الجمعوي، لكني لا أجد نفسي ألا فيه وبه.
كلمة أخيرة لقرائك ولك المتابعين لكتاباتك؟

ج.. : أتمنى أن نستطيع تجاوز هذا الجائحة التي تهدد الوجود الإنساني، وأن يعيد الانسان طرح الأسئلة التي تحفظ النوع البشري وشروط حياة لا تضحي بالإنسان، . أتمنى أن يلتزم الجميع بالحجر الصحي باعتباره الان هو الوسيلة الأمثل لمحاصرة كورونا..
بدورنا نقدم لك تشكرات الطاقم التحريري للبرنامج الحواري ( مشواري) ونتمنى أن تكون اسئلتنا استثنائية ، وجيدة ليتعرف عليك الجمهور الشبابي…..

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً