تحرير حسن بوسرحان…زوهرة الحو

رمز الصمود وشهيدة الحقيقةشيرين أبو عاقلة، الصحفية الفلسطينية التي ضحت بحياتها لنقل الحقيقة، أصبحت رمزاً للمهنية والشجاعة في ميدان الصحافة.
استشهادها لم يكن مجرد فقدان لشخصية إعلامية بارزة، بل كان ضربة موجعة للحق في نقل المعلومات وإيصال صوت المظلومين. ومنذ رحيلها، تواصلت الدعوات لتكريمها وتأمين سلامة الصحفيين في مناطق النزاع، تأكيداً على أهمية الدور الذي تلعبه الصحافة الحرة في المجتمعات.
كرست حياتها لنقل الحقيقة، لقد ولدت شيرين أبو عاقلة في القدس، وبدأت مسيرتها الصحفية في وقت كانت فيه المنطقة تعاني من تصاعد العنف والصراعات ، عملت مراسلة ميدانية لقناة الجزيرة، حيث عُرفت بتغطياتها الحية من الخطوط الأمامية للأحداث في فلسطين، وخاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، على مدار أكثر من عقدين، قدمت شيرين تقارير موثوقة وشجاعة، معبرة عن هموم الشعب الفلسطيني ومعاناته.
شيرين لم تكن مجرد صحفية؛ بل كانت شاهد عيان على العديد من الأحداث الحاسمة، ومن خلال عدستها وصوتها، استطاعت إيصال صورة واقعية للعالم.
ومع ذلك، كان عملها مليئاً بالتحديات والمخاطر التي تزايدت يوماً بعد يوم ، وفي 11 مايو 2022، أثناء تغطيتها لعملية عسكرية في جنين، لاقت شيرين حتفها برصاصة غادرة، ما أثار غضباً دولياً واسعاً ودعوات لتحقيق العدالة.

وتقدير لدورها وشجاعتهابعد استشهادها، انطلقت موجة من التكريمات الدولية والمحلية لاسم شيرين أبو عاقلة، أُقيمت العديد من الفعاليات في مختلف أنحاء العالم لتكريم ذكراها، من بينها إطلاق اسمها على شوارع ومؤسسات إعلامية، كما نُظمت ندوات وورش عمل حول المخاطر التي تواجهها الصحافة في مناطق النزاع في فلسطين، شيرين أصبحت رمزاً وطنياً، وتحدث عنها القادة والشخصيات العامة بكل تقدير واحترام ، نُصبت تماثيل لها، وتم عرض قصتها في متاحف ومعارض فنية، لتكون رمزاً للأجيال القادمة عن قيمة الحق في التعبير وضرورة الدفاع عنه ، أما دولياً، فقد تم ترشيحها لجوائز إعلامية مرموقة، ومنحت عدة مؤسسات جوائز باسمها، لتكريم الصحفيين الشجعان الذين يسيرون على خطاها. وقد أُطلقت أيضاً حملات إعلامية لرفع الوعي حول المخاطر التي تواجه الصحفيين في مناطق النزاع، والدعوة لحمايتهم.تأمين الصحفيين: ضرورة ملحة لحماية ناقلي الحقيقةاستشهاد شيرين أبو عاقلة سلط الضوء على الحاجة الماسة لتأمين سلامة الصحفيين الذين يعملون في بيئات خطرة. الصحفيون في مناطق النزاع غالباً ما يكونون عرضة للاستهداف المباشر، سواء من القوات العسكرية أو المجموعات المسلحة. هذا الاستهداف لا يشكل فقط تهديداً لحياة الصحفيين، بل يمثل أيضاً تهديداً لحرية الإعلام وحق الجمهور في الوصول المعلومات.

المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة “مراسلون بلا حدود”، أطلقت نداءات متكررة لتعزيز التدابير التي تضمن حماية الصحفيين. وتشمل هذه التدابير تحسين التدريب على السلامة الميدانية، وتوفير المعدات الواقية، وضمان تقديم المسؤولين عن استهداف الصحفيين إلى العدالة.كذلك، هناك دعوات متزايدة لإنشاء آليات دولية لمراقبة والتحقيق في الانتهاكات ضد الصحفيين، وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. هذا الأمر يتطلب تعاوناً دولياً وتكاتفاً بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام.الرسالة المستمرة لشيرين أبو عاقلة: الحقيقة لا تموت ، تكريم شيرين أبو عاقلة ليس مجرد احتفال بإنجازاتها، بل هو تذكير دائم بأن الصحافة الحرة هي حجر الأساس لأي مجتمع ديمقراطي. استشهادها يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها الصحفيون في جميع أنحاء العالم، ويؤكد على الحاجة المستمرة لحمايتهم ودعمهم.من خلال تكريمها، نكرم أيضاً جميع الصحفيين الذين واجهوا المخاطر لنقل الحقيقة. رسالتها تستمر في إلهام الصحفيين للوقوف بوجه التحديات، ولإيصال صوت الذين لا صوت لهم، مهما كانت المخاطر. شيرين أبو عاقلة ستظل دائماً رمزاً للشجاعة والالتزام بنقل الحقيقة، وهي تستحق كل تكريم وتأبين لضمان عدم تكرار ما حدث معها.
شكرا لمؤسس ومدير المهرجان الشاعر فادي شاهين ولكل القائمين عن الجناح الإلكتروني لمهرجان لون كلمة نغم الدولي .

تعليقات الزوار ( 0 )